الاثنين، أبريل 15، 2013

إعلانات أمازون تهدد غوغل

تقوم أمازون الآن باستخدام موقعها الإلكتروني لبيع الإعلانات التي تظهر على جانب نتائج البحث عن المنتج. فقد تم تسجيل 6.7 مليار حالة ظهور لإعلانات على موقع أمازون في الربع الثالث من السنة، وهو 3 أضعاف الرقم الناشئ في الفترة ذاتها من عام 2011.


تناهت إلى مسامعنا مؤخرا أنباء عن أن أمازون تنوي توسيع شبكتها الإعلانية، وأعتقد أن السؤال الهام هنا هو ما إذا كان هذا الإجراء سيشكل تهديدا على غوغل في المستقبل. من الوهلة الأولى، يبدو هذا الاحتمال مستبعدا، فأمازون تجني حاليا ما يقارب 500 مليون دولار كأرباح سنوية من الإعلانات. وهو مقدار ضئيل إذا ما قورن بما تحصده شركة غوغل من عوائد ضخمة. مع ذلك، هناك جانب آخر يستوجب منا أن نتفكر مليا فيما قد يحدث وهو الآتي:
تستطيع أمازون أن تجلب المزيد من الإيرادات من خلال بيع الإعلانات وبصورة تفوق ما يمكنها تحقيقه عن طريق عمليات بيع التجزئة. وبواسطة عرض إعلانات لمنتجات قد لا تبيعها فعليا على موقعها الالكتروني، ستؤسس أمازون ذاتها كنقطة انطلاق للمستهلكين الذي يبحثون عن شراء أشياء معينة عبر الانترنت.
كما ذكرت مؤسسة البحوث (فورستر- Forrester) أن 30 % من المتسوقين الأمريكيين عبر الانترنت خلال الربع الثالث من السنة قد بدؤوا يستعينون بموقع أمازون الالكتروني للبحث عما قد يرغبون في شرائه، في مقابل 13 بالمائة ممن فضلوا استخدام محركات البحث أمثال غوغل- وهو ما يشكل حالة انقلاب في الوضع الذي كان سائدا قبل عامين حينما كانت محركات البحث تحظى بشعبية أكبر كنقطة انطلاق لعملية الشراء.
وتقوم أمازون الآن باستخدام موقعها الإلكتروني لبيع الإعلانات التي تظهر على جانب نتائج البحث عن المنتج. فقد تم تسجيل 6.7 مليار حالة ظهور لإعلانات على موقع أمازون في الربع الثالث من السنة، وهو 3 أضعاف الرقم الناشئ في الفترة ذاتها من عام 2011، بحسب ما أفادت شركة (كوم سكور-comScore).
إن عدد مرات ظهور الإعلان يزداد بقوة، كما تشهد هوامش الربح تحسنا مماثلا أيضا. ويصب كل ذلك في مصلحة أمازون. ولكن بالنظر إلى ما سبق، هل من المحتمل أن يتحول هذا إلى تهديد خطير لـ غوغل؟ كما نعلم، فإن التنبؤ بما سيحدث في المستقبل أمر في غاية الصعوبة، لكن يساورني شعور بأن هذا الاحتمال وارد الحدوث. والسر يكمن في نقاط الانطلاق التي يبدأ منها المتسوقون عمليات الشراء.
لقد افترضت بالطبع أن موقع أمازون هو المكان الذي يتجه إليه الشخص في حال أراد شراء شيء ما، وأن موقع غوغل هو ما يقصده الناس للبحث عن الأشياء عموما، وأظن أن كثيرين يشاركونني هذا الافتراض. ولكن المعلنين الذي يروجون لمنتجاتهم يعتبرون بلا شك أن الإعلان للشخص الذي يسعى فعليا إلى الشراء هو أهم بكثير من المادة الدعائية المقدمة لفرد يقوم ببساطة بتقصي المعلومات عن شيء معين قد لا ينوي شراءه. لذلك، نظرا لما سبق ذكره من معلومات حول نقاط الانطلاق في رحلة البحث عن مشتريات، يمكننا أن نفترض بأن إعلانات أمازون تعتبر أكثر أهمية من إعلانات غوغل. ومن الطبيعي أن الأشياء ذات الأهمية الأكبر هي التي تكتسب سعرا أعلى وتعود بالربح الأوفر على صانعيها.
إذا فضل المعلنون بالفعل إعلانات أمازون على غيرها وكانوا على استعداد لأن يدفعوا مبالغ مالية أكبر نظير تلك الإعلانات، أرى حينها (وأنا لا أجزم بأن ذلك سيحدث ولكني أعتقد باحتمالية حدوثه) أن شبكة إعلانات أمازون ستشكل تهديدا حقيقيا لـ غوغل في المستقبل. ولكن علينا ألا ننسى أن بإمكان غوغل الإتيان بالعديد من الابتكارات الجذابة، مثل أنظمة تشغيل الهواتف الذكية ومشروع (سيارات دون سائق- driverless cars) وما يختص بمجال البحث، غير أن 96% من عائدات الشركة يأتي من شبكاتها الإعلانية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق